2/04/2020
لسنا أفرادا معلقين في الفراغ ولن نستطيع حتما أن نعيش في كتلتنا الخاصة لمدة طويلة ؛ فالحياة لا تحلو إلا إن شاركناها مع الآخر ؛والحس اليومي لا يكون على هواه إن لم نتشاركه ...
وها نحن نحرم من كل هذا دون سابق إنذار ؛نلزم بيوتنا ونحن لأيام كنا نشعر فيها بالملل وأمور كنا نعتقدها تافهة ...
لم يعد يكفيني أن أنظر للخارج من النافذة كمحكوم عليه بالإقامة الجبرية لذا اتخذت ذريعة التسوق فقط لأرى السماء الواسعة ؛ لأرى الآخر ..عفوا سارتر لم يعد الآخر هو الجحيم ...
تسلحت بكمامتي ومعقم وخرجت
الطريق نفسه الذي كنت أقطعه للعمل صباحا وأشكو من ضجيج السيارات وازدحام الناس ... الآن أشتاق لحركة الشارع التي كانت لا تفتر ..فالسيارات التي تمر منه تعد على رؤوس الأصابع والناس جميعهم بكمامات هالني المنظر غفوت للحظات أتمعن فيهم ... لوهلة ظننت نفسي وسط فيلم سينمائي عن سكان الفضاء ؛ أو أنه حلم مفزع لربما سأستيقظ منه قريبا ولكن وقع خطواتي الموقعة على الطريق المسترخية على ظلي أيقظتني؛ فتذكرت أن أرضي سماء لن تنغلق يوما...
وستكون حكايتنا قصة يرويها أحفادنا لأحفادهم قبل النوم ؛ أتخيل تلك العيون الصغيرة وهي تستمع لقصتنا وتضحك يتصورون أناسا بكمامات في الشوارع وكيف كانوا يمضون مهرولين وكيف كان التصافح بينهم ممنوعا وكيف أن أفراحهم كما أحزانهم تمر صامتة ...
وإن تمرد الصغار ولم يرغبوا بالنوم سيخبرهم أجدادهم إن لم يكونوا مطيعين سيضعون كمامة كما وضعناها؛ وستكون صورنا خير شاهد على صدق ما حصل...
لربما سنصبح فزاعة لأحفادنا في ذاك الزمان
ليست هناك تعليقات: