منزل جدتي
منزل جدتي
ذاك الإرث الراسخ في تلافيف الذاكرة ،تموج به كلما اشتد الحنين إليها ،نتطلع إليه الآن بحسرة فتلطمنا أمواج عاتية من ثقافات وافكار لتملأ صندوق الذكريات بأمور لا تمثلنا أو نمثلها ،لا تعنينا ولا نعنيها ،ونتساءل عن مصير بيت الجدة ذاك الذي كان يجمعنا وتزخر ذاكرتنا الجمعية به ....
كنا نجتمع مع أبناء العم هناك ،مازالت رائحة الخبز الطازج تطالعني رغم مرور هاته السنوات، وأتساءل كيف كان منزل جدتي مرتبا رغم وجود الأولاد والأحفاد؟ كيف كان المطبخ نظيفا بدون غسالة للأطباق ؟كيف كان الأكل جاهزا والمائدة تضم أصنافا متنوعة ؟وجدتي تتوسطنا بين آمر وناه كفراشة تنتقل بين الزهور ...
كيف كانت الملابس والأفرشة نظيفة ولم تكن هناك غسالة أوتوماتيكية؟ وكيف كنا نلعب ونمرح ولا حواسيب أو هواتف تلهينا أو تلهي آباءنا!!!
كيف كان الحي آمنا والباب مفتوحا على مصراعيه ،ولا أحد يخشى علينا من الضياع أومن خطر قد يحدق بنا ،
إن كانت ذاكرتنا تعج بكل هذا ،فماذا تركنا لذاكرة أطفالنا ونحن نسابقهم على الهواتف ومواقع التواصل أصبحت حلبة لانتهاك الخصوصية وسيادة التفاهة ...
فهل سيتذكر أحفادنا منزل جداتهم كما نتذكره ؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات: